بعض الوجوه التي تراها تترك لديك انطباع عن شخصية صاحبها ورغم كوني لا أعترف ولم أقتنع بمثل هذه الأشياء إلا أنه لابد للإنسان أن يلزم الحذر من الوجوه المريبة لان قلب المؤمن دليله..ولكن الحذر مع التحري دون الاقتناع بما يوحي به القلب للعقل والتسليم بذلك..
جريمة في مصعد الجامعة..قصة قصيرة
يوم من أيام الصيف الرتيبة..حيث الصمت يخيم على المكان..قبل أسبوع كان أخر عهد لممرات الجامعة بزحام الطالبات..رحلوا جميعا..كم أفتقد تلك الأجواء التي تعج بالنشاط والحياة ..رغم ضغوط العمل ومشاكله.. لم يبقى الا عدد قليل من الموظفات ..لا عمل لكن النظام يلزمنا ذلك .. دارت تلك الافكار براسي وأنا أهم بأخذ جولة في تلك الممرات الطويلة اتريض وأخلو بنفسي ..بدات جولتي مستعينة بالله و حثثت الخطاء سيرا في خط مستقيم الى أن مررت أمام المصعد الكهربائي ..كانت العاملة الآسيوية تقف بالقرب منه تحدق بي بنظرات يشع منها ظلام المكر.. هدوء المكان ووجه يشعرك بصمت المقابر..نظرت أليها من زاوية عيني بعدما تجاوزتها ..مازالت متسمرة في مكانها كجندي يؤدي عمله على أكمل وجه.. أخذت منعطف الممر الثاني ولمحت تلك العاملة تنظر للطرف الآخر بالتفاتة مريبة وتدخل الى المصعد مسرعة ..خفق قلبي بشدة بعدما شعرت أنه هوى في قعر سحيق ليعاود النبض بعنف و اضطراب لمشهد مريب.. دفعني القلق والفضول لان أهرول خلفها لا توقف أما م المصعد مترددة أأدخل.. أم أعود أدراجي لا طلب من أحد الذهاب معي في إثر العاملة..في النهاية قررت الذهاب خلفها وحدي حتى لا أضيع على نفسي فرصة اقتفاء أثرها ..دون تردد ضغطت بأصبعي المرتعش زر المصعد ..فتح الباب .. تسمرت مكاني وتسمرت عيناي على جدران المصعد الملطخ بالدماء .. جسدي تحجر لا أستطيع أن أنتقل الى أي مكان .. ظننت لبرهة أنني مت أو أني مشلولة .. فقط ..قلبي يخفق..عقلي مضطرب التفكير..فجأة بدت عيناي تتبعان بصورة آلية انغلاق المصعد وهو ينزل الى القبو..وانا مازلت لا استطيع الحراك..عاد المصعد بعدما هبط وفتح الباب على مصراعيه ..تلك العاملة الآسيوية تقف في منتصفه ..ظلام ..سكون يخيم على المكان ..فتحت عيناي وأنا أتوسل لربي أن يخفف عني هول ما سأرى
..فتحت عيني ببطى .. المكان خالي كنت ممدة على السرير ..نهضت مسرعة توجهت الى عيادة الطبيبة .. لا أفتح الباب مذهولة .. ماذا حدث لي يا دكتورة..تبسمت الطبيبة .. لا شيء..سوء أن أبحارك في وجوه البشر سيقضي عليك يوما.. ثم خرجت متوجهة لغرفة النقاهة .. وقفت جامدة وسط الغرفة..رفعت يدي وضربت على جبيني بقوة ..مٌرددة يا لي جنوني فقط نظرة في وجه إنسان جعلتني أعيش قصة في خالي المجنون كادت تقضي علي.
حكاية نسجتها مخيلتي يوما رأيت فيها وجها مريبا